أيام الدراسه كنت أكره حصة التعبير خاصةً أيام المتوسطه لأن المدرس يحدد لنا ما نكتبه بينما أنا كنت أفضل أن أكتب ما أود الكتابه عنه دون التقيد بنصب المنصوب وجر المجرور يعني بالعربي كنت أعفس كل قواعد اللغه العربيه وكنت أكتب موضوع مناقض لما طلبه منا الإستاذ وهو على فكره أزهري ورغم كل ذلك ولأني قد أصبت اللغه العربيه بمقتل وهذا الأمر يغضب الإستاذ الأزهري إلا أنه يقول لي وبلغته العربيه الفصحي (( يا إبني لقد قتلت اللغه العربيه إلا إنك قد أحييت المعنى )) ومن أقواله لي ولأن لي شطحات فكريه كانت أكبر من سني في ذلك الوقت (( يا إبني لقد تلبستك أفكار إبليس )) وقد قال العباره السابقه لأني كنت أتعمد أن أسئله بعض الأسئله التي كنت على ثقه أنه سيعجز عن الإجابه عليها .
كان بقرب مدرستنا مطعم صغير يعمل فيه شخص مصري أسمه العم مدبولي لم أتذوق أطيب ولا أطعم من سندويش المشكل الذي يقوم بتحضيره وفي أحدى المرات دخلت للمطعم مبكراً بعض الشي وكان العم مدبولي يقوم بتقطيع البطاط ولم ينتبه لدخولي وكان في المطعم راديو من النوع القديم وكانت أغنية أم كلثوم على بلد المحبوب وديني تملأ جنبات المطعم الصغير بصوتها وكان لحن الأغنيه من النوع الحزين بعض الشي خاصة لمن هو يعاني في الغربه مثل العم مدبولي ،،، المهم إن العم مدبولي كان مع الأغنيه بكل جوارحه ولم ينتبه لدخولي وكانت عيناه تذرفان الدموع وعند كل تنهيده من أم كلثوم كانت دموعه تتكاثر وكلما سكتت أم كلثوم كان يعلق على كلامها بعبارات غايه في الروعه وفي العمق ولا أبالغ إن قلت إن المعلم مدبولي هو الفيلسوف الأول والأخير الذي إلتقيت معه وجهاً لوجه ولا أزال أتذكر هذا الشخص البسيط رغم مرور فتره طويله على تلك الأحداث .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق